لقد كان برنامج حركة حماس في حملتها الانتخابية الإصلاح ومحاربة كافة أشكال الفساد ومحاسبة كل الفاسدين وإعطاء كل ذي حق حقه وبناء المؤسسات وتوظيف كل الخريجين ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ووعود كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان. ومنذ أن فازت حركة حماس في الانتخابات التشريعية وصعدت إلى سدة الحكم واستلمت زمام الحكومة أغلقت في وجهها أبواب المجتمع الدولي، وبدأت حماس في طرق أبواب الدول العربية مما سارعت الدول العربية في مساعدتها رغم ان حركة حماس لم تعترف بالمبادرة العربية، وخجلاً قالت نحن نقوم بدراسة هذه المبادرة رغم معرفة حركة حماس جيداً بهذه المبادرة لكن أسلوب حركة حماس هو المراوغة، ومن هنا بدأت حماس بالتوجه إلى بعض الدول العربية بحملات التبرعات في هذه الدول واعتمدت على هذه التبرعات وكأن الشعب الفلسطيني بات متسولاً ويعتمد على هذه التبرعات.
رغم ذلك خيم الصبر والصمود على أبناء شعبنا الفلسطيني وأدرك ان هذه الحكومة (وليدة) وعلينا ان نقف بجانب هذه الحكومة الفلسطينية التي جاءت عبر انتخابات ديمقراطية.
باتت حركة حماس في الضائقة المالية للحكومة والشعب والمؤسسات الأمنية والصحية والتعليمية، مع العلم ان حركة حماس صرفت رواتب لعناصر الحركة ومناصريها مدة ثلاثة أشهر، ولم ينقطعوا عن صرف هذه الرواتب حتى هذه اللحظة، وبات المتضرر الأول هم أصحاب الوظائف الحكومية والأمنية والصحية والتعليمية غير المناصرين لحركة حماس، فليس على أصحاب هذه الوظائف إلا ان يصبروا على هذه الحكومة.
لكن حكومة حماس بدأت بإلقاء اللوم وتوزيع الاتهامات على هذا وذاك والذي أخذ من هذه الاتهامات نصيب الأسد هو حركة فتح، وكان الاتهام موجّهاً دائماً لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ومع ذلك نسوا أن هذا الرجل هو الذي صمم على إجراء الانتخابات التشريعية في موعدها ووفر لها الأجواء الديمقراطية.
وعلى الرغم من ذلك بادرت حركة فتح بتوجيه النصائح لحركة حماس وشرح المخاطر المحيطة بنا، وكيفية الخروج من هذه الأزمة التي باتت تهدد بإنهيار المجتمع الفلسطيني بأكمله. ومن الواضح ان الخروج من هذه الأزمة هو تشكيل حكومة وحدة وطنية والدخول في منظمة التحرير الفلسطينية، لكن حركة حماس بدأت بوضع شروط تعجيزية للدخول في منظمة التحرير وكأن منظمة التحرير للبيع هذا في اعتقاد الأخوة في حركة حماس وبعد ذلك ظهرت وثيقة الأسرى وهي وثيقة الوفاق الوطني، وعرضت على جميع الفصائل، وكان هناك شرط لرئيس السلطة محمود عباس هو أنه خلال عشرة أيام إذا لم يتم الاتفاق على هذه الوثيقة سيتم عرضها على الشعب الفلسطيني، وسيكون هناك استفتاء عليها خلال أربعين يوماً، وعلى الفور سارع رئيس الوزراء إسماعيل هنية وقال سنتوجه للقانون والقانون سيحتكم فيما بيننا.
وعلينا أن نتساءل لماذا قال الرئيس محمود عباس سنلجأ إلى الاستفتاء لأنه يدرك جيداً مماطلتهم في أخذ القرارات مع العلم انه يعي جيداً أن القرار ليس من الداخل فقط بل من الخارج، وهذا سيأخذ حيزاً كبيراً من الوقت. ورغم تصريح رئيس الوزراء الا أن الأخوة في حركة حماس جلسوا على الطاولة للحوار الوطني وسرعان ما كان ينتهي هذا الحوار بالفشل وعدم التوصل إلى أي قرار.
وعلى الفور تبدأ التصريحات من هنا ومن هناك، والكل يلقي اللوم على الأخر بأنه هو سبب هذا الفشل رغم أن سببه بات معروف. مع العلم أن المجتمع الفلسطيني بات مهدد أكثر من أي وقت مضى، والوقت ليس لصالح الشعب الفلسطيني لأنه لا يحتمل الانتظار أكثر من ذلك.
وبات الشعب الفلسطيني صامداً في وجه كل التحديات رغم المصاعب والجوع ورغم الفلتان الأمني ورغم كل السياسات التي مورست ضده وبحقه والتي لم تمارس وصمم هذا الشعب على تحمل كل الأعباء.
بعد ذلك بدأت تطفو القضية الفلسطينية على وسائل الإعلام من جديد بعد انتهاء الحرب على لبنان، ولكن على حركة حماس ان تعي جيداً ان الكيل قد طفح ولا يستطيع الشعب التحمل أكثر من ذلك وعليها العمل بجدية للخروج من هذه الأزمة، وعليها ان تحترم هذا الشعب الذي أوصلها إلى هذه الحكومة. وعليها البدء بحل جميع المشاكل العالقة وتأخذ بعين الاعتبار ان الأطفال تصرخ وبات الآباء عاجزين عن توفير أدنى المقومات لأبنائهم، وها هو قد حل علينا عامٌ دراسي جديد ولم يتوفر في جيوبهم أي شيء يستطيعون ان يكسوا أطفالهم وهنا نشير إلى حال المعلمين بأنه ليس بأحسن حال من موظفي المؤسسات الأمنية، إلا أن الجميع في مركب واحد، ومن حقهم أن توفر الحكومة لهم الرواتب لكي يستطيعوا حتى الوصول إلى مدارسهم مع أن هناك جهوداً تبذل لإيجاد حل إلا أن هؤلاء الناس لا يستطيعون الصمود أكثر من ذلك، ومن حقهم القانوني الإضراب عن العمل ليعّبروا بطريقه ديمقراطية عن مطالبهم، وهذا ما كفله لهم القانون في المجلس التشريعي. وعلى الحكومة أن تحل هذه المشكلة بطريقة ترضي بها هؤلاء الموظفين بدلاً من التصريحات والتهديدات التي لا تزيدهم إلا تعنتاً وإصراراً على مواقفهم.. ولا يحق للقوة التنفيذية أن تتدخل في شؤونهم، ولا يحق لها أيضاً دخول المدارس وترويع الأطفال وتهديد المعلمين بالسلاح وهذا ما سمعناه من وسائل الإعلام.
ومن هنا على الحكومة أن تقف وقفة جدية تجاه مسؤوليتها لأنها ستسأل عليها أمام الله. ومن هنا ومن خلف القضبان ومن داخل قلاعنا القوية التي سطرت وما زالت تسطر الصمود والعنفوان في وجه الجلاد نناشد كافة أبناء شعبنا للمزيد من الصبر والصمود في وجه كل التحديات ونؤكد لهم ان الحكومة بدأت بجدية لإيجاد حل لهذه الأزمة.
ونشير هنا إلى إخوتنا في حركة حماس أن الآوان لأن تحتكموا لضمائركم لتكريم هذا الشعب وليس لتهديده، ونقول لكم كفاكم إتباع شعارات وكفوا عن شعار "ان لم تكن معي فأنت ضدي"، ولا يجوز لكم أن تتهموا هؤلاء الموظفين وكأنهم عملاء لإسرائيل، هذا ليس من حقكم ولا من حق أي احد. من حقهم العيش بكرامة لأن شرائح الموظفين أصبحت في مهب الريح، ومن هنا على حركة حماس ان تعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية لإنقاذ الشعب الفلسطيني وإنقاذ قضيتنا الفلسطينية التي أوشكت ان تتحول إلى قضية إنسانية قد تعيدنا إلى نقطة الصفر التي بدأنا بها منذ ثمانية وخمسين عاماً من المعاناة والقتل والتشريد، وهذا سيسجله التاريخ من أحداثه، والتاريخ لن يرحم أحداً، وعلينا أن نعي جيداً وأن نستذكر أن شعبنا لا يهان، وان شعبنا من الممكن أن يثور ويعلن انتفاضة جديدة حتى ولو كانت على حركة حماس! علينا أن نقف بجدية وندرس خطورة هذا الموقف وخطورة هذه الأزمة ونتعمق بجدية لوضع حلول لها، وعلينا أن نترك المصالح الحركية والتنظيمية جانباً، وعلينا وضع مصلحة شعبنا وقضيتنا نصب أعيننا حتى لا يقال أن القضية الفلسطينية أصبحت قضية إنسانية، وأن الشعب الفلسطيني بات شعب متسولاً، رحم الله الشعب الفلسطيني وباتت القضية في ذمة الله.
توقفوا، لقد بلغ السيل الزبىالأسير/ معتز محمد فخري الهيموني (أبو غاندي)
سجن رامون – نفحه الصحراويكثيرة هي المجازر التي تعرض لها شعبنا على أيدي الاحتلال، من كفر قاسم مروراً بصبرا وشاتيلا، وصولاً إلى جنين وبيت حانون، والشهداء بكينا عليهم، نعم لكنه كان بكاءً ممزوجاً بالفخر والعزة.
لكننا اليوم بكينا قطراً، لم تكن العيون تصدق ما ترى، والأذن ما تسمع، ثلاثة أطفال أشقاء، أكبرهم بعمر التسع سنوات، قتلوا بدمٍ بارد، ولم يكن قتلهم خطأ في التقدير أو في المعلومات، لا يا سادتي لم يقتلوا بقصف جوي، ولا مدفعي لا، لقد قتلوا على يد بعض الحثالة تقودهم حفنه من الحثالة، تقودهم قوى إقليمية. قد يقول قائل ليس من المعقول ان يستهدفوا أطفالا، لا يا سادتي. أنا لم أتشرف بمعرفة المناضل بهاء البعلوشة عن قرب، ولكن وكما تعلمون أن السجون تجمع في غرفها أبناء من كافة أنحاء الوطن وبطريق الصدفة كان جاري في الزنزانة أحد أقارب المناضل بهاء. وبينما كنت أقدم له واجب التعازي، أكد لنا ان الأخ بهاء قد تعرض لثلاث محاولات لاغتياله، ومنذ المحاولة الأولى اتخذ قراراً بعدم الاجتماع مع عائلته داخل سيارة واحده حفاظاً على حياتهم، حتى لو كان مقصد العائلة مكان معين تستقل العائلة سيارة، وهو يستقل سيارة أخرى، وقد أصبحت هذه عادته المعروفة للجميع ولا يمكن لشخص يريد استهدافه إلا ان تصل له هذه المعلومة، وبما أن السيارة استهدفت في ساعات الصباح وأمام مدرسة، فأنا أجزم أنهم الهدف مع سبق الإصرار.
أي مستوى من الجريمة السياسية هذه؟ أهذه إنجازات العملية الديمقراطية؟ أهذا مفهوم البعض للتعبير عن الخلاف أو الاختلاف السياسي؟ لماذا أصبح خيار الحرب الأهلية، الخيار الأكثر شيوعاً وتناولاً على ألسن بعض المسؤولين؟ الم يقل بعض المسؤولين ان أي قرار لن نرضى عنه وسيكون وصفة سحرية للحرب الأهلية؟ الم يفتي بعض من يدعون (المشيخه) بأن قتل أي رجل أمن رتبته من ملازم فما فوق هو حلال؟ من المسؤول عن دخول هذه الثقافة الدخيلة على مجتمعنا؟.
منذ عام لم نعد نسمع من يتحدث عن جدار الفصل العنصري، أو القدس والاستيطان ولا حتى عن اللاجئين، لم نعد نسمع ونرى سوى فشل. لم يصل شعبنا من قبل الى ما نسبته 82% منه تحت خط الفقر الشديد، وما نسبته 35% من الشباب وأصحاب رؤوس الأموال يسعون للمعجزة، وقد وصلنا إلى سياسة تكميم الأفواه، والتعامل مع قضيتنا على أساس إنساني فقط، والفلتان الأمني المنظم والجريمة السياسية، وتعطلت المؤسسات، لم نصل إلى هذا الدمار في قضيتنا وشعبنا ومقومات صموده، ويأتي من يقول لنا أن الحكومة صامدة، لا يا سادتي ليس الصمود بأن يبقى ذلك الشخص يُسمى وزيراً، وإنما أن يبقى ذلك الوزير قادراً على تأدية واجباته رغم الحصار.
أي وزير هذا الذي يقوم بواجباته اليوم؟ أي نظام هذا الذي يدير شعباً عن طريق أموال مهربة عبر المعابر، لا وثائق رسمية تحكمها، وتضمن وصولها إلى مكانها الصحيح، أي نظام هذا الصامد، ولمدة تسعة شعور موظفوه بلا رواتب، عفواً إلا بعضهم.
أي شعب عظيم أنت؟ هل شعب عظيم مثلك يستحق نظام كهذا؟ نظام لا يأبه سوى للحفاظ على كراسيه وكأنها هبة، تشريف لا تكليف، نظام يقول ان لا خيار لك أيها الشعب، أما أن نبقى رغم فشلنا، وأما الحرب الأهلية ولدينا مجلس نيابي لم يسع إلى مساءلة الحكومة رغم الجوع والقتل والسعي للهجرة.
يا سادتي كم حكومة في العالم أعطاها شعبها الثقة وبعد عام أو اثنين أثبتت فشلهما فخرج نفس الشعب وأزاحها، وكم حكومة تحترم نفسها مع أول فشل قدمت استقالتها.
لقد فشلت حكومتنا بامتياز، غير ممارسة سياسة الترهيب والجريمة السياسية ضد معارضيها، وتكميم الأفواه ورفضها العودة إلى الشعب صاحب السلطة العليا، ما هي إلا حكومة دكتاتورية، وما الجهاز (الأمني) الجديد إلا أداة تنفيذ، فهي لا تعترف بأي شيء حتى في الشرعية الفلسطينية والعربية، أي حكومة هذه؟ يجب أن يرحل هذا النظام الجديد الفاشل، ولهذا علينا ان نقتدي بالشعب اللبناني الراقي، والنزول الى الشارع تحت العلم الفلسطيني، وان نبقى باعتصام مفتوح ونطالب بإعادة الخيار لنا عبر الانتخابات المبكرة للرئاسة والمجلس التشريعي، والى حين إجراء انتخابات
جديدة لائقة لرئيس أو حكومة أو أعضاء تشريعي أو فصائل.
شعبي العظيم، لا أحد يتألم سواك، لا تجعل من الأداة الإعلامية الكاذبة تمدد هذا الألم، انهض وقل كلمتك التي لا تعلو عليها كلمة. لقد بلغ السيل الزبا
أناديكم واشد على أياديكم، وأبوس الأرض تحت نعالكم.
إنا عائدون
"احذروا أنفلونزا الحماس"الأسير / ياسين ربيع
سجن رامون – نفحة الصحراويما أن فازت حركة حماس في الانتخابات التشريعية وتشكيل الحكومة حتى أعلنت حالة الطوارئ القصوى في شتى أرجاء العالم معلنة انتشار وباء جديد يصيب كل من هو مؤمن بعدالة القضية واصالة الإسلام، ومن هنا فكان لا بد من وصف دواء لهذا الداء الخطير الذي صنف بأنه من أخطر الأوبئة في العالم الحديث فكان لا بد من استخدام الأبعاد الثلاثة للقضية الفلسطينية كي يحدّوا من انتشاره، وكان علمنا مسبقاً بأن الأبعاد الثلاثة هذه معنا لا علينا، ولكننا وبصراحة كنا نجهل حتى هذه اللحظة ان المناهج الجغرافية قد تغيرت وبدأ العلاج مع البعد الأول وهو جهتنا الداخلية والتي كنا وما زلنا نراهن عليها. خاصمتنا وقاطعتنا بل ولم تبعد جهداً للقضاء على هذا الداء الخطير حسب ظنهم بل، وطلب من الجميع الاعتزال وعدم الإحتكاك خوفاً من العدوى، وفي خطوه ثانية وحفاظاً على مؤسساتنا وموظفينا وطلابنا منع الجميع من التواجد في هذه الأماكن لأنها أكثر الأماكن انتشاراً للعدوى، ولأن الفيروس ينتقل بسرعة بين الطبقة المثقفة من المجتمع، حيث قامت قواتنا المسلحة بكل أنواع السلاح من مساعدة الطلاب على عدم وصولهم إلى المدارس وذلك حرصاً على المصلحة العامة لأن نسبة كبيرة من الطلاب أرادوا أن يتوجهوا إلى المدارس مرحبين بهذا الداء الجديد وخوفاً من وقوع كارثة كبيرة، وعندما لم تفلح الخطوات الأولى وبدأ هذا الفيروس بالخروج من حدود فلسطين إلى البعد الثاني فما كان من الأشقاء العرب أصحاب البعد الثاني إلا أن أغلقوا حدودهم وكل منافذهم ومنعت كل من يحمل هذا الداء من دخول أراضيهم خوفاً على مواطنيهم من الإصابة، بل بدأوا بإرسال الخبراء والأطباء إلى المنطقة لمحاصرة الوضع القائم، وجربت كل الوصفات الطبية بلا فائدة وبلا جدوى، فما كان منهم إلا أن استغاثوا بالبعد الثالث فكانت نفس النتيجة بل لقد ثبت هذا الداء وبدأ في الانتشار في كل أرجاء المعمورة، وبدأ الناس يتهافتون من قريب ومن بعيد على هذا المصل الجديد والذي ثبت علمياً ان هذا الداء هو عبارة عن مصل علاج لأمراض العرب المزمنة، وبدأ الجميع يطلبه وبشده، ولم يكن يعرف الناس أنهم مصابون بهذا المرض أصلاً، فكان للمصل آثار شفائية سريعة، فما كان من ملوك العرب إلا أنهم استغاثوا بأطباء الغرب حيث العلم والحضارة، وبدأت الوصفات الطبية الخبيثة من كل حدب وصوب، ولكن يوم لا ينفع العلاج فلقد أصبح المصل الجديد الحمساوي من ضروريات المواطن العربي والمسلم، وبدأ التهافت عليه، فلم تمنعه أي قوه أرضيه من الانتشار حيث يريد وبعد ذلك اكتشف ان المصل معد إعداداً جيداً ليكفي كل البشرية الضائعة، وثبت علمياً ان هذا المصل قادر على شفاء كل حاله مستعصية مزمنة في هذا الزمن الضائع، هذا المصل متوفر في كل مكان ويوزع مجاناً وللحصول عليه اتصل على موقعنا على الانترنت:
www.حماس. فلسطين – دم.كم
.........................................................
مناجاة من خلف القضبان
إلى سيدتي الصغيرة فاطمةالأسير/ محمد سامي عبد الله (أبو فاطمة)
سجن رامون – نفحه الصحراويصغيرتي يا من تسكنين مهد أعماقي النائية، يا من كنت وما زلت الأبجدية في لغتي وفكري حتى ثقافتي.. يا عقيلة أحاسيسي الممزوجة بقدسية المشاعر الطاهرة، يا أيقونة البقاء في رثاء زماني الغابر إليك.. اكتب بإسهاب دون انقطاع حتى تكبري وتكبري.. عندها تكونين قادرة على تحليل معاينة كلماتي الغازية في مهيتها وتعابيرها المنهالة في حدق السنين عنوة دون تأخير. فاكبري رويداً رويداً، وأشعلي داخل مملكتي شمعة الخلود، وأنيري دروب أزقة إمبراطورية مجدي حتى تسيري على خطى شراييني المتصلة باخدود وطني الجريح، واجعلي من دمي وقود ديناميكيتك المتجدد، لتجديني يا صغيرتي على فوهات القدر فهناك أُحلت حتى الممات.
وإياك الوقوف هناك فدميتك ما زالت تكره السير بدونك، علها تعدت الحدود السرمودية وخرجت من "قمقم" الصمت وقوقعة الجماد لتخبرك أنها بحاجة لك خوفاً من اللاانسانية المستشرية أنحاء المعمورة، سيما وأنت تقبليها كل صباح، فشروق الشمس آتٍ آت مستحضراً بمعيته أوقاتاً غير التي مضت في عتمة التشرد والضياع والانصهار بواقعية الغربة الأثيمة من عناء وجلد وفناء، فالصمود عنوانا اجعليه، والتحدي منهجاً اعتنقيه، والبقاء وساما علقيه داخل أركان كيانك.. فالسنون هي السنون وما يلتف بلفيفها يحتوي غموض ذاتك وفطنة انتمائك لعراقة ما تحمله من معتقدات وأفكار بُذرت في عجيج نعومة أظافرك..
نعم يا ذات الوجنات بعمرك الزهيد عن خمس سنوات.. تقدمي وخيال الذات يرعاك.. والزهور تتغنى لك من كل حدٍ وصوب.. انطلقي في عتمة غيابي وابحثي عني في قرابين السماء صعوداً حتى القدر، تجدينني على قصاصات الورق المرسل إليك أتمثل بشخصية المتخفي داخل دهاليز الكلمات الحاملة في طياتها سيمفونية الحلم المرنو له بوتقة ما ترين يا حلمي، فها هي الروح تناجيك والقلب ملثوم بإسهابك يا أميرة المكان.. والعقل يأمر بما هو لا مطاق، أثقل ساعاتي عن المألوف في السعي وراء أنفاسك القادمة مع رياح الحرية في صحراء نفح القاحلة.. هكذا أنا يا ملاكي، لا تستطيع أعتى قوى الطبيعة ان تزحزحني عن حبك لأني زرعته في أحشاء قلبي حتى ألقى قدري.. ونمت جذوره في المهد المورود لأحالك في دمي تكبرين وتكبرين وتكبرين، وتحملين نزاعاتي وبقاياي وتكونين كما اتمنى عليك ان تكوني.
"وداعاً سيدتي الصغيرة وداعاً حتى اللقاء على أرض اللقاء"
… لحظة لقاء …الأسير/ شادي محمد غانم (أبو بهاء)
سجن رامون – نفحه الصحراويأول نظرة شاهدتها فيها... كانت في حديقة الحيوانات تقف بجانب الزهور الوردية.. فحركت إحساسي الدفين الذي كان على أوراق الشجر.. ينتقل كنحلة من زهرة إلى زهرة حينها.. شاهدت العصفور الطائر الغادر.. يقترب من زهراتي شيئاً فشيء.. اخترق الحاجز خطف أجمل زهرة في حياتي.. تركتني وحيداً أمتشط الأسى كل لحظة.. ربما قلت في أيام أن تراب العذاب أفضل من أي لحظة فراق ... أو... أو... ماذا بعد يا فراق.
أتصبر لهذه اللحظة... وفجأة تغير كل شيء عندما نظرت إليها.. هي واقفة عند الزهور كأنها بركان انفجر في صدري، فرعدت الغيوم في السماء فرحاً وسروراً.. كأني أنشد أفضل الأغاني شاهدت نفسي فيها فأقتربت رويداً، شاهدت النور يخرج من ملامحها المرجانية اقتربت منها أكثر فأكثر حتى بقي رمية حجر، لوحت بأسهمي المغموسة بالجواهر الذهبية فأنتظرت العطر يفوح من جانبها الساحر فقالت.. ماذا أردت كأنها نجمات تدور في مداري فغمرتني بكلامها المعسل.
أطير في الفضاء.. لا أستطيع ضبط دقات قلبي، فقلبي أصبح فراشة تطير تطير في يومٍ حرير على أجمل الزهور الكونية في حديقة البلدية.
موضوع: كتب شعره في سجن الاحتلال وادعوا له يطلع بالسلامه 
الخميس مارس 06, 2008 10:14 am
