مجروحة وغريبة احسن عضوة فى هذا الشهر
عدد الرسائل : 589 العمر : 48 تاريخ التسجيل : 18/01/2008
| موضوع: الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الخميس فبراير 28, 2008 12:16 pm | |
| وقبل أن نوضح هذه القضية ونجليها، لا بد أن نشير إلى موضوع مهم، وإلى تنبيه قد يخفى على كثير من الناس، وهو أنهم يظنون أننا عندما ندعو إلى: أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو نأمر بمنهج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو يسمعون من يعظ بذلك، يظنون أنه يراد بذلك كله اللين، الرفق، الحلم، العفو فقط، ولا شك أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو أحلم الناس وأرفق الناس، وأن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه، وأن بالرفق ينال الإنسان ما لا ينال بالقسر والقهر، وفي سيرته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نماذج عجيبة للحلم والرفق والعفو والصفح؛ لكن ليس هذا وحده هو الذي ينبغي أن نعلم أنه منهج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا يضعنا على مفرق الطريق، وعلى سبب من أسباب الاختلاف في مناهج الدعوة إلى الله في هذا الزمان.
إن هذا الدين أنزله الله -تبارك وتعالى- منهجاً متكاملاً أكمله الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وسيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيرةٌ متكاملة بجميع جوانبها، فإذا أُخذ منها جانب واحد فقط وإن كان حقاً لأنه من الدين ولأنه من أخلاقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لكن إذا أضيع الآخر أو أهمل بالكلية، فإن هذا يؤدي أولاً إلى الخلاف والشقاق بين المسلمين، والتنازع في أمور الدين، وهذا هو سبب إساءة كثير من الدعاة لمعنى الحكمة، ولمفهوم الحكمة التي أمر الله بها حين قال: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [النحل:125] فلا يفقهون من الحكمة إلا الرفق واللين، والرفق واللين نصف الحكمة الذي لا ينبغي أن يترك، لكن لها نصف آخر لابد منه، يوضحه منهج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وواقعه، ولا حكمة عند أحد بعد حكمته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
| |
|