الدين المعاملة

في الحقيقة عندما فكرت في الكتابة عن هذا الموضوع استسهلته في البداية، ولكن عندما فكرت قليلا احترت كثيرا في ما هي الجوانب التي ينبغي أن أتتناولها في هذا الموضوع، فصدق الله العظيم في قوله تعالى : وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى. فأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم من صفاتها الإيجاز في الألفاظ واتساع المعنى والمضمون، فهذا الحديث (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا) قليل الكلمات ولكنه ذو امتداد واسع جدا من الشرح والتفصيل، لا يمكن لموضوع أو موضوعين أو مجلد أو اكثر أن يوفيه حقه، فمن كمال الإيمان حسن الخلق، وحسن الخلق يتمثل في المعاملة، فالدين المعاملة، فإن أردت أن تتحدث عن المعاملة فيجب أن تتحدث عن الدين أولا، وكم دين هو موجود في هذه الدنيا من حولنا، فالمعاملة مرتبطة بهذا الدين وهي بمعنى آخر نتاج هذا الدين، لذلك اقتصرت الموضوع من الجانب الإسلامي، وإلا كان من الأفضل أن نتحدث عن بعض الأديان المعاصرة وبالتالي نتطرق إلى المعاملة التي هي نتاج هذا الأديان.

عندما ننظر إلى الدين الإسلامي وهو الدين الذي نسخ جميع الشرائع السماوية، ولا يمكن لأي دين آخر أن يكون شاملا كاملا لجميع جوانب الحياة، لوجدته ينظم جميع العلاقات الإنسانية كعلاقة الإنسان المخلوق مع ربه، وعلاقة الإنسان مع الإنسان، وكذلك علاقة الإنسان مع البيئة التي يعيش فيها من حيوان ونبات وماء الخ . فلو أخذنا من هذه التنظيمات تنظيم العلاقة بين الإنسان والإنسان أو ما يسمى بالمعاملة، لوجدتها تشمل جوانب كثيرة جدا وهي المعاملة مع الوالدين، ومع الأبناء، ومع الزوجة أو الزوج، ومع المجتمع، ومع الجار، ومع صلة الرحم،ومع الصديق، ومع زميل العمل، حتى مع غير المسلم، ومع العدو أيضا، الخ . حقا انه دين عظيم لا يمكن لمخلوق أن يضع كل هذا التنظيم في هذه المعاملات بين البشر سوى خالق هؤلاء البشر.

وهنا أود أن أتتناول نقطة واحدة فقط وهي كيف يمكن أن تكسب من حولك بتعاملك، قد تكون الإجابة طويلة جدا ولكن في ديننا الإسلامي سهلة وواضحة لمن اتبع التعاليم الإسلامية الجواب هو حسن الخلق، نعم فبحسن الخلق تكسب من حولك ،تجبره على احترامك،حتى عدوك يحترمك لحسن خلقك، ومتى يكون حسن الخلق عندما تتمسك بالقران والسنة طريقة ومنهاجا. سئلت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقالت كان خلقه القران، وكان صلى الله عليه وسلم كلما نظر إلى المرآة قال: اللهم كما حسنت خلقي فحسن ‘خلقي. أو كما قال عليه الصلاة والسلام، و في حديث أخر قال عليه السلام: البر حسن الخلق و الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس، وعن أبى ذر جندب بن جنادة وأبى عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال: اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن.

وقيل في الأمثال في فن التعامل مع الناس:

لا تكن قاسيا فتكسر ولا لينا فتعصر

وقيل أيضا، شدة من غير قسوة ولين من غير ضعف

وقيل أيضا، عامل الناس كما تحب أن يعاملوك.

الموضوع يطول، ولكن اترك لكم التعقيب والذي سوف يكون منكم ذو فائدة اكبر.

بالتوفيق وفي حفظ الله جميعا،،،،،